جولة بوش في أوروبا ومستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكي
كاتب الموضوع
رسالة
khoubech مشرف
عدد الرسائل : 604 العمر : 37 الموقع : khobchiano1921.skyrock.com المزاج : مرح نقاط : 11797 تاريخ التسجيل : 15/03/2008
موضوع: جولة بوش في أوروبا ومستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكي الأربعاء يونيو 11, 2008 5:01 pm
في ظل احتدام الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية بعد انسحاب هيلاري كلينتون من السباق، لن تحظى زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى العواصم الأوروبية الكبرى خلال هذا الأسبوع، والتي يُتوقع أن تكون زيارته الوداعية، بأهمية كبيرة.
ومن ثم، فإن أنظار العديد من الأشخاص والحكومات في أوروبا ستتركز على السيناتورين أوباما وماكين وذلك في ظل الآمال التي تحدو أوروبا بتحسن الأمور بعد وصول رئيس أمريكي جديد إلى البيت الأبيض.
وكان استطلاع رأي أجراه موقع صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في أواخر شهر مايو/آيار الماضي قد أظهر أن هناك تناميا في عدد الأشخاص في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا الذين ينظرون إلى أمريكا على أنها قوة شر وليست قوة خير.
فقط في إيطاليا جاءت نسبة الذين ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة إيجابية أعلى من نسبة من ينظرون إليها نظرة سلبية.
وأظهر الاستطلاع أيضا أن باراك أوباما هو المرشح المفضل ليكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لدى المستطلعة آراؤهم في البلدان الخمسة المذكورة إذ وصلت نسبة تفضيله إلى 52 في المائة.
وتظهر نتائج هذا الاستطلاع أن المزاج في أوروبا يميل إلى التغيير رغم أن البلدان التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق لها مواقف إيجابية من إدارة بوش مقارنة مع بلدان أوروبا الغربية. مرحلة انعدام الفعالية
ورغم أن بوش سيستهل زيارته بحضور القمة الأوروبية الأمريكية التي ستعقد هذه السنة في سلوفينيا، فإن جولة الرئيس الأمريكي ستركز أساسا على عواصم أوروبا الغربية.
وفي هذا السياق، فإن بوش سيزور برلين وروما (وستشمل الزيارة الفاتيكان للقاء البابا) وباريس ولندن مع توقف في بلفاست بإيرلندا الشمالية في طريق عودته إلى الولايات المتحدة.
ويميل الرؤساء الذين يكونون في مرحلة انعدام الفعالية إلى السفر لتوديع أصدقائهم بينما ينزع المضيفون إلى التركيز على الروابط التاريخية بدل الخلافات.
وفي هذا الإطار، فإن جولة بوش الأوروبية ستكون مناسبة لإحياء ذكرى بعض الأحداث البارزة في مسيرة العلاقات الأمريكية الأوروبية وتشمل الجسر الجوي إلى مدينة برلين عام 1948 ومشروع مارشال الذي ساعد أوربا على النهوض من جديد بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.
لكن استحضار ذكرى أحداث ماضية أمر سهل إذ أن المشكلات تنشأ عندما نتطلع إلى الأمام.
ومن ثم، فإن مشكلة غزو العراق دقت إسفينا في الروابط القائمة بين ضفتي الأطلسي وعكرت صفو العلاقات البينية في أوروبا.
ولا تزال المشكلة العراقية مثار اختلاف وجهات النظر بين ضفتي الأطلسي إن لم تكن قد تحولت إلى شوكة في خاصرة العلاقات الأمريكية الأوروبية.
وفضلا عن ذلك، تضرر موقف بوش أكثر فأكثر بنشر مذكرات السكرتير الصحفي السابق للبيت الابيض سكوت مكليلان والتي قال فيها إن إدارة بوش ضللت العالم بخصوص العراق وذلك باتباع "حملة دعاية سياسية".
ويُنظر إلى غزو العراق في العديد من العواصم الأوروبية وليس كلها على أنه خطأ تاريخي وذلك رغم توافر إرادة في أوروبا الآن لقبول إمكانية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضع في العراق.
وهكذا، فإن تحسن الوضع في العراق انعكس إيجابا على المزاج الذي يميز العلاقات بين ضفتي الأطلسي.
ويود القادة الأوروبيون أن يسمعوا أن معتقل جوانتنامو في كوبا سيغلق وأن الولايات المتحدة لن تنخرط في ممارسات مصنفة على أنها ترقى إلى التعذيب لكن ما تريده أوروبا قد لا يتحقق حتى وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض.
لكن رغم ذلك، فإن جولة بوش الأوروبية ستشهد طرح بعض القضايا على جدول الأعمال لمناقشتها كما هو الشأن خلال الزيارات الرئاسية.
وستشمل القضايا التي من المقرر مناقشتها المسعى الأمريكي لفرض عقوبات أشد على إيران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل ودعوة بوش أوروبا لزيادة إنفاقها على المشكلات الصحية في العالم ليكون في مستوى الإنفاق الأمريكي. الحقائق القديمة ذهبت أدراج الرياح
ومن ضمن القضايا المثيرة لإحباط أوروبا تبرز قضية الدولة الفلسطينية الموعودة التي لم تتحقق على أرض الواقع رغم أن بوش هو أول رئيس أمريكي دعم قيامها.
فرغم أن بوش سبق أن أعرب عن قناعته بأن الدولة الفلسطينية ستقوم قبل انتهاء ولايته الرئاسية، فإن موعد مغادرته للمكتب البيضاوي (20 يناير/كانون الثاني 2009) صار يقترب أكثر فأكثر دون أن تبرز في الأفق ملامح قيام الدولة الموعودة.
وبغض النظر عن موضوع العراق الذي كان بوش يأمل أن يصبح منارة للديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط والتي أيضا كان بوش يريد أن تعمها رياح التغيير الديمقراطي، فلا تزال ثمة على مائدة المباحثات قضية المسار الذي تتخذه العلاقات الأوروبية الأمريكية.
لقد ذهبت الحقائق القديمة التي نشأت مع الحرب الباردة أدراج الرياح وحلت محلها معطيات جديدة ولا سيما السياسة الروسية المعادية للغرب، وسيثير بوش خلال جولته مع نظرائه الأوروبيين هذه المسألة. "سياسات خاطئة"
وكان ديميتري سيميز، مدير مركز ****سون في واشنطن قد كتب في مجلة "فورين أفيرز" في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي "السياسات الأمريكية الخاطئة والمتعجرفة منذ نهاية الحرب الباردة أججت استياء روسيا. وكذلك، فإن تحدي فلاديمر بوتين المتنامي (للغرب) يثير غضب الغرب... يتعين على الطرفين أن يتصرفا بسرعة لتفادي مواجهة جديدة".
سيكون تفادي مواجهة جديدة بين الغرب وروسيا مهمة جسيمة أمام الولايات المتحدة وأوروبا.
سيتعين على صانعي السياسة في الولايات المتحدة وأوروبا تجاوز البقع السوداء في العلاقات الغربية الروسية رغم أن روسيا تتحمل بدورها المسؤولية عما لحق هذه العلاقات من تدهور. مستقبل الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي
ولا يبدو أن الاتحاد الأوروبي بدوره يعرف أي مسار يرغب في نهجه.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي يحتفظ بحق صياغة سياساته الخارجية الخاصة به، فإن عدم انعكاس قوته الاقتصادية على دوره السياسي يمنح الولايات المتحدة الأمريكية اليد الطولى في السياسة الدولية وذلك في ظل انقسام الموقف الأوربي حيال بعض القضايا.
لكن رغم كل ذلك، فإن موضوع استقرار الوضع الاقتصادي في العالم ومكافحة الإرهاب لا يزالان يجمعان الولايات المتحدة وأوروبا.
ومن الوارد أن تولي أوروبا، على المدى البعيد، أهمية أكبر لاعتماد سياسة دفاعية أوروبية إذ من المقرر أن يدفع الفرنسيون في هذا الاتجاه ولا سيما حين تولي فرنسا للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في شهر يوليو/تموز المقبل.
جولة بوش في أوروبا ومستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكي