إن مما يبهج القلب ويسعد النفس ويسر الخاطر ما نراه اليوم من تلك الصحوة المباركة التي شملت نساء المسلمين وفتياتهن من إقبال على الخير ورجوع إلى الله والاستقامة على الطريق الموصل إليه سبحانه وتعالى.. ولكن رغم هذه العودة والتمسك بالمنهجية السليمة إلى أن هناك عدة أمور نحتاج لمعالجتها في أهل الصحوة لتجنب العثرات المستقبلية..
ولعلي أوجه حديثي هذا نحو الأخوات الصالحات المتمسكات بالالتزام وهو الاستقامة التي أمر الله بها (فاستقيموا إليه واستغفروه).
أخواتي....
كم من صورة سيئة ترسمها امرأة ملتزمة حين تتجاوز غير بالية بحد من حدود الله تتعدى فيه على حق مسلمة أو تتسلط به على أخرى أو تتسبب في فتنة المسلمين فيؤدي ذلك إلى تكوين نظرة خاطئة عن الملتزمين بأنهم أصحاب أهواء..
حبيبتي الملتزمة....
إنك هنا على ثغر من ثغور الدين فأنت ترسمين قدوة لمثيلاتك وبناتك في المستقبل؛ فحافظي على قيمك أينما كنت وارفعي مبادئك الإسلامية فوق جميع الظروف. فلا ترضخي لتهاون هؤلاء لأنهن صديقات، ولا تترددي في نصح هؤلاء لأنهن قريبات، ولا تجالسي هؤلاء في مجلس غيبة وسوء لأنهن مقربات حتى يخضن في حديث غيره..
أختي...
ولعل أكبر عنوان على قوة التزامك هو حجابك فهو مقياس عصمتك من الفتن وهو الظاهر من صفات الملتزمات، فلا يمكن تخيل تلك الملتزمة المحافظة على إيمانها وتقواها وإذا هي تحرص على مواكبة الموضة في شكل العباءة الناعمة الملفتة والخمار الفتان الذي يبرز العينين ومفاتن الوجه بصورة جذابة!! وكيف يمكن تخيلها وهي تخشى أن تسمع أو تتكلم أو ترى حراماً وهي تسمح للرجال الأجانب بالنظر لمفاتنها التي تظهرها عباءة الكتف
قصيرة الأكمام ودون ستر اليد والقدمان كما يحلو لهم!! وكل ما يقال عن الحجاب الخارجي ينطبق على اللباس الظاهر أمام النساء والمحارم، وهو قضية مؤثرة على شخصية الملتزمة حيث لا يقبل ممن تدّعي الالتزام التهاون في إظهار أو إبراز عورتها ومفاتن جسدها وبشرتها بحكم التطور وتقليد العامة وأنه أصبح دارجاً، ولا يقبل ممن لا ينفك لسانها عن ذكر الله وسرد أحاديث نبينا عليه الصلاة والسلام وهي تُعلق على ثيابها صورة لشخصية كافرة فاجرة بشرية كانت أو (كرتونية) أو حتى رموزاً أو كلمات لا تليق بنا كمسلمين، وهي ترضخ هنا لتبعية الغرب في أفكارهم الهدامة..
حبيبتي المتلزمة الغيورة على دينك...
نعم..
إن المطلوب منك هو المجاهدة؛ فليس الالتزام عبثاً ولا شعاراً أو حزباً يمكنك الانضمام إليه وقتما شئت أو التنصل عنه في أحايين أخرى فتظل شخصيتك متذبذبة أمام من يتعامل معك.
فليكن شعارك واضحاً، ولتكن لك في كل مجال بصمة واضحة جلية لا غبار عليها لا تسمح بأن يتجرأ بها أحد عليك، وليكن ولاؤك دائماً لكلمة الحق وراية التوحيد فترفف عالية حيثما كنت..
أرجو حبيبتي أن يتسع صدرك لتلك الملاحظات التي نوّهت عنها؛ وإنما هي من حرصي على أن تمضي بخطوات واثقة في طريق سهل صافٍ لا انشقاق فيه