khoubech مشرف
عدد الرسائل : 604 العمر : 37 الموقع : khobchiano1921.skyrock.com المزاج : مرح نقاط : 12221 تاريخ التسجيل : 15/03/2008
| موضوع: فيكتور هيغو.. متنبي الفرنسيين السبت يونيو 07, 2008 3:35 pm | |
| فيكتور هيغو هو مفخرة الفرنسيين مثلما ان المتنبي مفخرة العرب. فكلاهما نبغ شعريا بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ. كلاهما استنفد الامكانيات البلاغية للغة حتى آخر ذرة، حتى آخر قطرة. فالصوت الضخم الذي يمثله فيكتور هيغو في الشعر الفرنسي لا يقابله الا صوت المتنبي في لغتنا، وتاريخنا، وشعرنا.
ولد فيكتور هيغو في مدينة بيزانسون عام 1802، وتوفي في باريس عام 1885، بعد ان شيع في موكب شعبي ورسمي مهيب لا يحظى به الا الرؤساء أو الملوك. وقد ظهرت عنه عدة كتب تروي سيرته ومعاركه الفكرية وحياته. ومن بينها كتاب ضخم بجزئين من تأليف ماكس غابو، الوزير السابق وصاحب الكتب المعروفة عن نابليون وديغول. وقد كتبت مجلة «التاريخ» الشهرية التي كرست عددها الاخير له تقول: ان اشعاره محفورة في ذاكرتنا وشخصياته الروائية اصبحت اشهر من الشخصيات الحقيقية.. لقد كان امة وحده. فكل المعارك الادبية والسياسية للقرن التاسع عشر الذي اخترقه من اوله الى آخره تقريبا مرت من خلاله او تمحورت حوله. ولم يكن شاعرا فقط. وانما كان كاتبا روائيا ومسرحيا من الطراز الاول. وهذا شيء نادر في عالم الادب ويكفي ان نفكر ولو للحظة بروايته «البؤساء» التي ترجمت الى مختلف لقات العالم وتحولت الى فيلم سينمائي اكثر من مرة ولا تزال. ثم كان ايضا مناضلا سياسيا عنيدا ومؤمنا بسيادة الشعب وفكرة التقدم.
وقد دفع ثمن ذلك غاليا عندما نفاه الديكتاتور نابليون الثالث لسنوات عديدة قبل ان يعود الى باريس ويستقبل استقبال الابطال الفاتحين. ففيكتور هيغو كان يعرف ان للحرية ثمنا وانها لا تعطى لاحد مجانا. وقد ناضل من اجل قضية الحرية له ولشعبه وللانسانية بشكل عام وضرب على ذلك مثلا يحتذى. يقول عنه البروفيسور «جيرار جنجمبو» الاستاذ في جامعة «كان» بفرنسا. كان فيكتور هيغو يريد ان يصبح قائد البشرية السائرة نحو التقدم والنور والحرية. وقد كتب ما لا يقل عن اثنتي عشر الف صفحة في مختلف المجالات الشعرية، والمسرحية والروائية والسياسية، وكان في بداية حياته الادبية يقول: اما ان اكون شاتو بريان او لا شيء على الاطلاق! وهذا دليل على مدى طموحه واعتزازه بنفسه. وقد اصبح شاتو بريان واكثر. وهذا الاخير كان اكبر كاتب فرنسي في عصر هيغو الشاب، وكان اسمه يملأ الدنيا ويشغل الناس في اواخر القرن الثامن عشر وبدايات التاسع عشر. ثم جاء هيغو لكي يحل محله او لكي يخلفه على عرش الادب الفرنسي. كان هيغو قارئا نهما في شبابه، وكاتبا مكثرا في كهولته ونضجه. وغالبا ما كان يكتب في الصباح. ولكن بعد ان اصيب بمرض في ظهره عام 1858 راح يكتب واقفا جميع مؤلفاته: ففيكتور هيغو لا يستطيع ان يعيش بدون أن يكتب. فالكتابة تعشعش في دمه، في عروقه وأعصابه. ولكنه لم يكن شاعرا ملعونا أو منبوذا على طريقة بودلير أو رامبو. وإنما كان شاعرا مكرَّساً تتردد أشعاره على كل شفة ولسان. ولم يكن، على الرغم من عزلته ومنفاه، فناناً يسكن في برجه العاجي ويحتقر الحياة البورجوازية وقيم العالم الحديث كما فعل بودلير. صحيح ان بودلير انتصر عليه شعرياً في نهاية المطاف، ولكن هيغو انتصر فكرياً وانسانياً وصدَّقت القرون المقبلة بنبوءته ونضالاته الى حد بعيد. ولا نقصد بذلك انه انتهى شعريا، فهو لا يزال مكرسا كشاعر ضخم في التاريخ الفرنسي. ولكن شعر الحداثة تجاوزه بعد أن اتخذ منعطفاً آخر. بهذا المعنى فهو أكبر شاعر فرنسي في الفترة الرومانطيكية، فترة ما قبل الحداثة. وقد اعترف له رامبو بانه كان راثياً في بعض أشعاره، وراثياً من الطراز الأول. ولكنه أعطى زعامة الشعر لبودلير.
في البداية كان فيكتور هيغو محافظاً من أنصار النظام الملكي القديم الذي أطاحت به الثورة الفرنسية عام 1789. ثم تحول بعدئذ الى أكبر مدافع عن النظام الجمهوري وقيم الحداثة. وعندئذ انقلب عليه المحافظون الذين كانوا أصدقاءه بالأمس. ولكنه كسب ثقة الشعب الذي التف حوله حتى أصبح بطلاً قومياً. وكان هيغو هو الذي حدد للأدب مهمته الكبرى بصفته وسيلة لتحقيق التقدم البشري، وأداة من أدوات المعرفة، وتحقيقاً للنافع والمفيد عن طريق الأشكال الجمالية. كما انه جعل من الفنان رائد الأزمنة الحديثة وقد انتصرت المدرسة الرومانطيكية على المدرسة الكلاسيكية على يده عام (1830) وكان عمره ثمانية وعشرين عاما فقط. وتم الانتصار بعد معركة طاحنة دارت في صالات المسرح الفرنسي حول مسرحيته «هيرناني» التي خرجت على القواعد الكلاسيكية للتأليف المسرحي وتبنت القواعد الرومانطيكية. وقد شارك في المعركة شباب متحمسون سوف يصبحون فيما بعد المجد الأدبي لفرنسا. نذكر من بينهم بالاضافة الى فيكتور هيغو: تيرفيل غوتييه صديق بودلير واستاذه، ثم بلزاك، ثم جيرار دونيوفال.. وهناك اسماء أخرى عديدة بالطبع، ولكن أقل شهرة. وهذه المعركة لم تكن فقط أدبية أو جمالية، وانما كانت لها انعكاسات سياسية وفكرية أيضا. وهكذا اشتهر هيغو في البداية ككاتب مسرحي، ولكن شعره هو الذي بقي أكثر من غيره بالنسبة للأجيال اللاحقة. ففي الذاكرة الوطنية الفرنسية ترسخت قصائده أو أبياته الشعرية أكثر من أي شاعر آخر، أكثر من رامبو وبودلير. وقد كان يمتلك عبقرية الايقاع والنغم، وسيطر على تقنيات النظم الكلاسيكي بشكل لا يضاهى. انه متنبي الفرنسيين حقاً.
في كتابه «أسطورة القرون» يكتب فيكتور هيغو محددا الشاعر: انه العالم كله ملخصا في شخص!. هكذا نجد أن الشاعر لم يكن بالنسبة له مجرد مطرب أو ناظم، وانما كان منارة للبشرية على درب التقدم والرقيّ الحضاري. فالشاعر له مهمة في الحياة تتجاوز نشر المجموعات والدواوين وراء بعضها البعض ونيل بعض الشهرة في الأوساط الأدبية. الشاعر، بالنسبة لفيكتور هيغو، لم يكن يقل أهمية عن العالم أو الفيلسوف. والواقع انه سبق رامبو الى القول بان الشاعر راءٍ يرى قبل الآخرين ويشق لهم الطريق. فالشاعر يكتشف أعماق الانسان والكون ويقدم للعصر فكره الجديد. انه يقوم بدور حضاري: بمعنى انه يساعد الشعب على الدخول في الحضارة، على الارتقاء الى مستوى الحضارة والتخلص من الجهل والتخلف والهمجية والرجعية، ان الشاعر يكتب باسم الشعب ومن اجل الشعب، أدبا ديمقراطيا. انه الناطق الرسمي باسم الشعب.. انه يجدد العالم ويغير الاشياء. هذا هو الشاعر بالنسبة لفيكتور هيغو.
في عام 1851 يدخل فيكتور هيغو في مرحلة جديدة من حياته هي: مرحلة المنفى وقد دامت عشرين عاما تقريبا، وقد نفي اولا الى بلجيكا بعد ان قام نابليون الثالث بانقلابه الديكتاتوري وأعلن النظام الامبراطوري. ثم نفي بعدئذ الى الجزر البريطانية على شاطئ المحيط الاطلسي. وكانت تجربة المنفى قاسية جدا بالنسبة له، ولكنها كشفت عن فائدة كبيرة فيما يخص الابداع الادبي والشعري. فقد حولته وغيرته، ولم يعد هيغو بعد المنفى كما كان قبله. فقد دخل في دور جديد هو: دور الكاتب المنشق على النظام السياسي الذي الغى الحريات في فرنسا. وراحت اسطورته منذ ذلك التاريخ تكبر شيئا فشيئا.
وفي المنفى حصل تحول سياسي وايديولوجي لدى فيكتور هيغو، فقد تحول من اليمين الى اليسار، وراح يستشعر آلام العمال والشعب الفقير الذي يسحقه البؤس. وعبر عن ذلك في روايته الشهيرة «البؤساء» وهي من اشهر الروايات في الادب الفرنسي على الاطلاق، وهكذا استطاع ان يصبح عبقريا ليس فقط في مجال الشعر، وانما ايضا في مجال الرواية.
وهذا شيء نادر في تاريخ الادب كما قلنا. فعموما يستنفدك نوع ادبي واحد ولا تستطيع ان تتعداه الى غيره. ولا أجد له مثيلا في ذلك الا فولتير في القرن الثامن عشر او سارتر في القرن العشرين. فالاول كان فيلسوفا وروائيا ومسرحيا في آن معا، والثاني كان كذلك ايضا، بل وناقدا ادبيا كبيرا.. هذه الشخصيات المتعددة المواهب والامكانيات نادرة في التاريخ، ولا يجود بها الزمان الا قليلا، ان رواية «البؤساء» تمثل آخر رواية فرنسية كبيرة ظهرت في العصر ما قبل الصناعي، انها تعكس حجم البؤس والفقر الذي كان يكتسح شرائح واسعة من سكان باريس في ذلك الزمان. لقد كتبت في مجتمع كان لا يزال ريفيا او زراعيا في معظمه. ولكنها تصور ايضا بدايات ظهور الطبقة العاملة في المصانع والمناجم وحجم الاستغلال الذي كانوا يتعرضون له. ولكن الرواية لا تكتفي بذلك، وانما تصور لنا اوساطا اخرى في باريس والاقاليم كأوساط الاديرة المسيحية والصالونات الارستقراطية والبيئات البورجوازية والطلاب والشعب العادي.. الخ. باختصار فاننا نجد فيها مرآة للمجتمع الفرنسي في تلك الفترة من شدة غناها وخصوبتها. والآن نطرح هذا السؤال: هل كان فيكتور هيغو اكبر كاتب فرنسي في القرن التاسع عشر؟ هل كان اكبر شاعر فرنسي في كل العصور؟ على هذا السؤال يجيب اندريه جيد قائلا: نعم، للاسف الشديد! واما اميل زولا فقد عبر عن ضيقه من شعبية فيكتور هيغو قائلا: لقد كرسوه كأكبر مسرحي واكبر شاعر واكبر روائي واكبر ناقد واكبر فيلسوف واكبر مؤرخ واكبر سياسي!.. فماذا تبقى اذن للآخرين؟
فهل كان بدون نقيصة؟ هل كان كاملا ونحن نعلم ان الكمال لله وحده؟! في الواقع ان بعضهم يتهمه بالبخل الشديد على الرغم من غناه وثروته الطائلة. ينبغي العلم انه أحد الكتاب القلائل الذين كانوا يعيشون من كتاباتهم بشكل ميسور جدا، وفي ذلك العصر ما كان الكاتب يعيش من قلمه الا نادرا. في عام 1848 وبعد ان مارس الكتابة ستة وعشرين عاما كانت ثروته المجتمعة تقدر بأكثر من ثمانية ملايين فرنك فرنسي أي أكثر من مليون دولار بالسعر الحالي. وهذا مبلغ ضخم لم يربحه أي كاتب في عصره مهما علا شأنه. نقول ذلك وبخاصة انه كان كاتباً ثورياً متمرداً، لا كاتباً مدجناً مقرباً من السلطات!.. وقد ربح في رواية «البؤساء» وحدها ما يعادل المليون فرنك فرنسي بالسعر الحالي.. وهذا رقم قياسي. وعندما كان يتضور بودلير جوعاً ولا يجد ناشراً لمؤلفاته واذا ما وجده فلا يستطيع ان يبيع منها اكثر من بضع عشرات من النسخ، كان فيكتور هيغو يبيع من كتبه مئات الآلاف وفي زمن قياسي.. فالبؤساء نفدت من السوق خلال بضعة أيام فقط. وعندما مات قدروا ثروته فوصلت إلى ما يعادل الواحد والعشرين مليون يورو!! أي ما يعادل الثلاثين مليون دولار تقريباً.. فمن يصدق ذلك؟ ولو عاش في القرن العشرين لربما بلغت ثروته المليار فرنك او يزيد.. نعم كان غنياً فيكتور هيغو، ومن قلمه فقط. وقد جمع المجد من جميع أطرافه. فقد أصبح نائباً في البرلمان، وعضوا في الاكاديمية الفرنسية، وسياسياً خطيراً، وأشهر شخصية في فرنسا في السنوات الأخيرة في حياته، وحتى رئيس الجمهورية ما كان يعادله من حيث الأهمية. من يعرف اسم رئيس جمهورية فرنسا في عهد فيكتور هيغو؟ (جول غريفي) وعندما مات خرج مليون باريسي وراء نعشه. وأعلن الحداد القومي عليه، ونكست الاعلام، وانحنى امامه الكبار والصغار، وتوقف قلب فرنسا عن الخفقان، ولو للحظة، بعد سماع النبأ.. وهذا مجد لم يبلغه أحد من قبله ولا بعده باستثناء فولتير بالطبع.
كلمات للاديب الفرنسي فكتور هيغو : عن الرجل هو البحر والمرأه هي البحيره فالبحر تزينه اللآلئ والبحيره تزينها مناظرها الشاعريه الجميله . الرجل نسر يطير في الجو ويحكم كل ما تحته .
أما المرأه فهي بلبل تغرد وعندما تغرد هذه المرأه تحكم القلوب .
الرجل له مصباح هو الضمير والمرأه لها نجم هو الأمل .
الرجل ملتصق بالأرض والمرأه دائما بالسماء
لأن المرأه دائما عندها طموح فهي دائما تساند الرجل وترفعه الى أعلى فهو دائما
يحب الأرض وذلك مدعاه للأستقرار والرزانه والركود ويريد الأرض وهي ناعمه وخفيفه كالريشه.
المصباح يهدي يهديك الى الطريق
لكن الأمل هو الذي ينجيك من أي أمر دائما عندما يكون عندك أمل أنك ستنجح في هذا الأمر
التفائل عند المرأه أعلى نسبه من الرجل .
| |
|
gaubise_ali عضو نشيط
عدد الرسائل : 218 العمر : 33 المزاج : isma نقاط : 12052 تاريخ التسجيل : 26/05/2008
| موضوع: رد: فيكتور هيغو.. متنبي الفرنسيين الثلاثاء يونيو 17, 2008 12:26 am | |
| | |
|