s-mouloudyana مشرفة
عدد الرسائل : 610 العمر : 37 المزاج : 1ntik نقاط : 12107 تاريخ التسجيل : 24/05/2008
| موضوع: كيف تتعامل حواء مع زوجها المدمن الثلاثاء يونيو 10, 2008 11:46 pm | |
| كيف تتعامل حواء مع زوجها المدمن
كثيراً ما يبدأ الإدمان، ويستمر ويتواصل ويتفاقم، والزوجة لا تنتبه إلى التغيرات التي قد طرأت على زوجها، من نحول، وهزال، وإهمال في العمل، وإهمال في الواجبات العائلية والاجتماعية، وعدم الاكتراث بالأطفال، وما يحدث في البيت. وفي بعض أشكال الإدمان قد تكون الزوجة شاهدة على تعاطي الزوج للمشروبات الكحولية أو المهدئات، وفي أحوال أخرى قد يخفي الزوج عن الزوجة تعاطيه للهيروين أو الحشيش أو المنشطات المختلفة، وإذا كانت الزوجة قد أدركت بشكل أو بآخر أن زوجها قد وقع في هذه الورطة، فإن أسوأ ما قد تتصرف به هو القيام بدور رجل الأمن والواعظ، في حين أن إظهار الاهتمام والاكتراث النابع من الحب والعلاقة الوطيدة يكون أكثر تأثيراً في أن يصرح الزوج بمشكلته كاملة لزوجته ويضعها في صورة المشكلة.
القرار يبدأ من عندك بعد نجاح الزوجة في كشف الإدمان والمصارحة بين الزوجين، فإنه من المعروف أن المدمن لن يستطيع الخروج من هذا المأزق، ويحتاج لمساعدة طبية ونفسية، وهذه المساعدة تبدأ باتخاذ القرار بالتوقف عن الإدمان، وهنا يكون للزوجة دور هام لمساعدة الزوج للوصول إلى هذا القرار والتصميم عليه، ومن ثم البحث عن المكان والأسلوب المناسبين للعلاج، وأيضاً فإنه من المؤسف أن تستعمل الزوجة في هذه المرحلة أساليب التهديد وترك البيت أو إثارة الأطفال على الأب؛ إذ إنها جميعها قد تجعل المدمن يائسا، وبالتالي يعدل عن رأيه في الوصول للعلاج.
الفـطـام
في المرحلة الأولى للعلاج والتي تشمل الفطام، وتخليص الجسم من السموم، ومعالجة ما تركته من آثار جسدية ونفسية وعقلية وعصبية، فإن دورها دور داعم ومؤازر ضمن تعليمات الفريق الطبي المعالج حتى الانتهاء من مرحلة الفطام، التي تتراوح ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع، وفي المرحلة التالية للعلاج فإن الزوجة مطالبة بتفهم آثار الإدمان، واشتياق المدمن للمادة التي تركها، وحالات الكآبة التي يمر بها. ولا بد هنا أن يتم بحث أي مشاكل سبقت الإدمان أو نتجت عنه مع الطبيب المعالج، وقبل الخروج من مركز الإدمان الذي قام بالفطام ثم التأهيل. ويلاحظ -من الخبرة العلمية- أن الزوجة الواعية المتفهمة القادرة على استيعاب دورها ونصائح وتوجيهات الطبيب النفسي، تلعب دوراً كبيراً في نجاح العلاج، وأما الزوجة السلبية المتمردة الغاضبة المهددة، فإن دورها سلبي ولن يساعد على نجاح العلاج.
وبعد العلاج يحتاج المدمن في الأغلب لفترة تتراوح بين ستة أشهر وعدة أعوام، حتى يعود بكامل لياقته النفسية والصحية، وخلال هذه الفترة فإن التعاون والحب، وتضافر الجهود، والاهتمام الإيجابي الذي تبديه الزوجة كله يعمل لمصلحة الطرفين، ومن الملاحظ أن بعـض الزوجات في هذه المرحلة قد يكن السبب في الانتكاس إذا اتخذن موقفاً غير مناسب مثل التلويح بالفضيحة، وإبلاغ الأهل، أو التهديد بترك البيت أو المراقبة المشددة على مدار الساعة، والتشكك في كل تصرف للزوج. مراقبة الزوج يجب أن تكون بطريقة معقولة وبسيطة، وأن يكون هناك اتفاق بيـن الزوجين على إبلاغ الزوجة عند الشعور بالضعف وإمكانية الانتكاس، واللجوء للحوار أو الرياضة أو الصلاة أو القراءة، وغيرها من الأمور المشتركة التي من الممكن أن تأخذ تفكير المدمن وتصرفه عن اشتهائه للمادة التي توقف عنها.
من الإدمان للزواج السعيد إن مرور الزوجين بمشكلة إدمان والخروج منها بسلام باتجاه الزواج المنسجم السعيد، هي تجربة فريدة لا بد للزوج أن يقدر لزوجته وقوفها وصمودها معه خلال هذه المنحة، وأن يلتفت لمتطلباتها وأحاسيسها ومشاعرها وحاجاتها المختلفة، وصولاً إلى الرفاهية والسعادة والانسجام على كل المستويات. من خلال ما تقدم يبدو واضحاً أن زوجة المدمن تلعب دوراً مهماً في كل المراحل، ولا بد لها أن تعي هذا الدور وأن تقوم به مستعينة بإرشادات الطبيب المعالج، ولا بد من التأكيد على أن وجود علاقة زوجية جيدة وزوجة متفهمة تتعامل مع الأمر بعقلانية، هو من أهم أسباب نجاح معالجة الزوج المدمن ووصوله إلى بر الأمان | |
|