بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كثير من الاحيان نشتكي اننانعاني من الاجهاد، او اننا لا نستطيع انهاء واجباتنا، وان الاجهاد قد سبب لنا الما في المعدة، وفي الليل لا نستطيع ان ننام، من أين تأتي هذه الاعراض الجسدية، والتي نتجت بالتأكيد في نفسيتنا؟
للتوتر اثر مهلك على الجسد، وكما هو معروف، فإن اكثر من 95% من الامراض اساسها نفسي، فماذا يعني ذلك؟
بالدرجة الاولى، الحالة النفسية هي الاولى التي تتأثر بالاجهاد، وكذلك الروح، والاعصاب، وبعدها فقط تبدأ اعضاؤنا في جسدنا ككل تتأثر، تحضير جسدنا للاجهاد يبدأ في الدماغ، الهيوبت لاموس (ما تحت السرير البصري)، هو مركز القيادة يتعرف الى الحالة بحسب التجربة السابقة، ويرسل اشارات معينة لكامل الجهاز العصبي، ويرسل ايضا الانذار عن وجود خطر الى الغدة النخامية، وهذه بدورها ترسل بعد ذلك الهرمونات الى الغدة الفوق الكُلية (الكظر)، هنايفزز الادرينالين والنورأدرينالين، وتتحرك الطاقة.
تسرع نبضات القلب، التنفس يزداد سرعة، وتشتد الاعصاب، كما يرتفع ضغط الدم، يزداد تدفق الدم في الاطراف التي ستستعد للفعل، الجهاز الهضمي يغلق وسنشعر بجفاف في الحلق، الكبد يفرز كمية كافية من الغلوكوز الى الدم، وهو المادة المشغلة للعضلات، وتزداد كمية هرمون الفاسوبريسين والكورتيكوستيرويد، لكن انتاج الغدة الدرقية والغدد التناسلية يقل كما ينخفض نشاط الانسولين في الدم، ردة فعل الجسد على الاجهاد لا تتغير ولا تعتمد على طبيعة عامل التوتر، الجسد يكون جاهزا للاجراءات المعكاسة: الرد على الضربة او التنحي.
الاجهاد يعني الضغط، اصابة، ضربة للنفسية، انهاك للجسد، هذا يعني انه يمكن تعلم التنحي عن الضربة او استقبالها بطريقة تجعل الخسائر الناتجة اقل ما يمكن، لا تسمحوا لكل مشكلة ان تتحول الى اجهاد، من الضروري عمل او التعود على عادات مضادة للاجهاد، وتشكيل شخصية مضادة للاجهاد، اذا تعودتم على الاسترخاء يوميا لمدة 10 – 15 دقيقة، فانكم سوف تسدون معروفا ومساعدة قيمة لجسدكم بعدها سوف تتمكنون من التحكم بالضغط، والتخلص من التشنجات العضلية ومن الالم، وبالتدريج سوف تتعلمون السيطرة على حالتكم المروحية، الاسترخاء هو عملية قائمة على غياب الحركة، ارتخاء العضلات، الهدوء، وعدم التفكير، وبالرغم من ان كل شخص يشعر بالاجهاد بطريقة مختلفة، فإن بعض الاشياء تحدث لك انت فقط، وبعضها لا يحدث ابدا.
نحن نعيش بناء على اختلاف الفوارق الفردية في الشخصية، هناك شيء يوترنا على الدوام، وهذا التوتر وعدم الهدوء هما اللذان يسببان قرحة المعدة، ولهما تأثير سيئ على القلب، على الغدة الدرقية، ويسببان السكري ويخفضان المناعة.
يبدو انه من الممكن تعلم كيفية التخلص من هذا التوتر، افكارنا هي مصدر كل ردات فعلنا وتصرفنا، لو غيرنا افكارنا سوف تتغير ردة فعلنا ونتائجها، يمكننا تعلم كيفية التحكم بأفكارنا يمكن ان نتعلم ان نحب انفسنا دون ان نشفق عليها على الدوام، وان نشعر بالاحساس بالذنب، تجاه فشلنا ومرضنا او ان نعتبر انفسنا ضحية الظروف وان نشكتي من قدرنا القاسي، فنحن لم نتعلم من ذلك. وعن طريق افكارنا الشخصية السلبية نصنع في ذاكرتنا وعقلنا الباطن برنامج المرض، نحن نقول لانفسنا بصراحة: «لا اريد ان امرض» ولا تحفظ كلمة لا، لكن لو غيرنا تلك الجملة بشكل بسيط بجملة «اريد ان اكون سليما ومتعافى، او انا سليم فبذلك كان مزاجنا قد تغير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته