تعتبر ظاهرة التصحر ظاهرة بيئة تستهدف المناطق الجافة والشبه الجافة والشبه الرطبة الجافة مؤدية إلي تفقير الأراضي من الغطاء النباتي وتأثيراتها علي البيئة و التنوع البيولوجي الحيواني , النباتي , الموارد المائية وعلى نمط الحياة الاجتماعية .
ومن أهم الأسباب المؤدية إلي ظاهرة التصحر:
العنصر البشري : المتمثل في النشاطات الغير المنظمة كالرعي الفوضوي الجائر والغير منظم الذي أدي إلي تدهور حاد للغطاء النباتي بالمنطقة.
التحديد العشوائي للأراضي- عرش- من قبل الخواص لكرائها للموالين المعروفة تقليديا بعملية ( التقدال). بالإضافة إلى الرعي المتكررالجائر بنفس الرقعة الأرضية, وإقدام بعض الفلاحين على الحرث العشوائي للمناطق السهبية وخاصة عند سقوط الأمطار الموسمية في فصل الخريف على حساب الأراضي الرعوية ذات الغطاء النباتي الدائم , مما أثر سلبا علي تقلص المساحة السهبية و تدهور حاد لنمو النباتات بها .
الهجرة المكثفة لسكان الأرياف إلى المدن وبالتالي التخلي علي نشاطات الاستصلاح .
العوامل الطبيعية: المتمثلة أساسا في المناخ الحار صيفا والبارد شتاءا حيث أثبتت الإحصائيات أن معدل التهاطل للخمس سنوات الماضية لا يتعدى 201 ملم, مما أدى إلى تدهور الغطاء النباتي وجعله عرضة للتعرية بواسطة الرياح الموسمية الساخنة وخاصة بعد موسم الحصاد الذي يترك الأرض عارية ) أرض جلف ( تستفحل فيها الأمطار الموسمية وتبرز ظاهرة الانجراف جراء الفيضانات المفاجئة التي تعمل على مسح كامل للأراضي النباتية المنهكة وضعف الطبقة الصالحة للزراعة بمرور الوقت.
ولعل أكثر الأسباب المؤدية إلي التصحر, الجفاف الذي تعرضت له المنطقة في العشرينية الأخيرة حيث أتلفت البيئة النباتية بمختلف أنواعها وفقدت التربة رطوبتها مما يجعلها هشة .
ونتيجة لهذه الأسباب تنتقل التربة إلي المناطق المنخفضة وبالتالي تبرز صخرة الأم وتكون نسبة التعرية قد بلغت أشدها.
الوضعية الحالية للمناطق السهبية في الجزائر:
- يمتد الفضاء السهبي علي مساحة 32 مليون هكتار موجود بها 7.200.000 ساكن, معظم السكان من الفلاحين والموالين يحترفون تربية الأغنام بطريقة تقليدية و بتعداد يقدربـ 15.000.000 رأس .
النشاط الرعوي والثروة الحيوانية تساهمان في الجانب الاقتصادي من الإنتاج الفلاحي الوطني بنسبة مشاركة تقدر من 35% إلي 40 % .
- التدهور الكبيرعلى مساحة 13.000.000 هكتار قلص مردود الوحدات العلفية بأقل من 50 وحدة علفية للهكتار لكل عام وأصبحت المراعي الطبيعية لا تلبي إلا 25% من احتياجات الماشية من الوحدات العلفية . مما قلص قدرة الموال علي تلبية حاجيات الماشية وتدارك الفرق من الكلأ إلا ببيع عدد من رؤوس القطيع ومنه تقلص عددها وتدني مستوي المعيشي للموال الذي يجبره بالتخلي على نشاط تربية المواشي والهجرة إلى المدن واحتراف أنشطة أخرى .
- بعد إلمام الدولة بخطورة ظاهرة التصحر ومدي تأثيرها علي الثروة الحيوانية والنباتية تقرر إنشاء برامج للحد من هذه الظاهرة.
ولهذا الغرض أوكلت المهمة للمحافظة السامية لتطوير السهوب من أجل إنشاء استراتيجية عبر 440 بلدية تتوزع على 23 ولاية منها 08 سهبية و12 فلاحية رعوية و03 شبه صحراوية بإعداد مشاريع تهدف إلى :
v إدماج ومشاركة المجموعات الريفية المستهدفة
v إنشاء مشاريع بتقنيات بسيطة ومفيدة بإدماج اليد العاملة المحلية ومواد أولية بسيطة
v إنشاء مشاريع في مدة إنجاز قصيرة
إعادت التوازن للأنظمة البيئية المتدهورة والحفاظ على المواد الطبيعية
الخطوط العريضة للتنمية السهبية:
v إعادة الاعتبار للمراعي المتدهورة وتهيئتها
v تحسيس وإرشاد الفلاحين والموالين عن طريق توزيع نباتات رعوية
v استغلال المياه السطحية
v تكثيف الإنتاج العلفي لتقليص الضغط على المراعي المتدهورة )الرعي المكثف و الحرث العشوائي(
v الحفاظ على السلالات ذات الجودة العالمية وحمايتها من الأمراض الحيوانية
v تكثيف نقاط المياه من أجل توريد الماشية.
v استفادت الوسط الريفي من استعمال الطاقة الشمسية
v تحسين شروط الحياة لسكان المناطق الريفية
v فك العزلة
تدعيم نشاطات المرأة الريفية ( الصناعات التقليدية , الصغيرة و المتوسطة وتربية الحيوانات)