khoubech مشرف
عدد الرسائل : 604 العمر : 37 الموقع : khobchiano1921.skyrock.com المزاج : مرح نقاط : 12217 تاريخ التسجيل : 15/03/2008
| |
khoubech مشرف
عدد الرسائل : 604 العمر : 37 الموقع : khobchiano1921.skyrock.com المزاج : مرح نقاط : 12217 تاريخ التسجيل : 15/03/2008
| موضوع: رد: يا ابنتي الذئاب لا تعرف الوفاء الخميس يناير 01, 2009 12:57 pm | |
| لبست ثياب السقم في صغر وقد ** ذاقت شـراب الموت وهو مرير جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا ** إن الطبـيب بـطبـه مغـرور وصف التجرع وهو يـزعم أنه ** بالبرء من كـل السـقام بشير فتنفسـت للحـزن قائـلة له ** عجل ببرئي حيث أنـت خبير وارحم شبابي إن والدتي غـدت ** ثكلى يشير لهـا الجوى وتشير لما رأت يأس الطبيب وعـجزه ** قالت ودمـع المقـلتين غزير أماه قـد كـل الطبيب وفاتني ** ممـا أؤمـل في الحياة نصير أمـاه قد عز اللقـاء وفي غـد **سترين نعشي كالعروس يسير وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي ** هـو منزلي وله الجموع تصير قولي لرب اللحـد رفقـا بابنتي ** جاءت عـروساً ساقها التقدير وتجلدي بـإزاء لحـدي بـرهة ** فتـراك روح راعـها المقدور أمـاه قـد سلفـت لنـا أمنية ** يا حسـنها لو سـاقها التيسير كانت كأحلام مضت وتخلفت ** مذ بان يوم البين وهـو عسير جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا ** لبس السـواد ونفـذ المسطور أمـاه لا تنسـي بحـق بنـوتي ** قبـري لئـلا يحـزن المقبور
وهاكي جواب الأم:
بنتاه يا كبدي ولـوعة مهـجتي **قد زال صفـو شـأنه التكدير لا توصي ثكلي قد أذاب فؤادها ** حزن عليك وحسـرة وزفيـر وبقبـلتي ثغـراً تقـضي نحـبه ** فحرمت طيب شذاه وهو عطير والله لا أسلو التـلاوة والـدعا ** ما غردت فوق الغصون طيور كلا ولا أنسى زفـير تـوجعي ** والقـد منك لدي الثرى مدثور إني ألفت الحـزن حـتى أنني ** لـو غاب عني ساءني التأخير قد كنت لا أرضى التباعد برهة ** كيف التصـبر والبعاد دهـور أبكيـك حتى نلتقي في جنـة ** برياض خـلد زينـتها الحـور
فبادري يا ابنتي بالتوبة وامتثلي لأوامر الله عز وجل وغضي البصر عن النظر المحرم طاعة لقول ربك عز وجل: (( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) : النور: 31
فللسان زنا، وللبصر زنا، واستمعي إلى قول نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول: \"إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه \" أخرجه البخاري .
وقد رأى عليه الصلاة والسلام عذاب أهل الزنا عياذاً بالله فقال: \"فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نار، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا، فيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق \" فلما أخبراه قالا: \"... والذي رأيته في الثقب هم الزناة\" أخرجه البخاري برقم
فالبدار البدار يا ابنتي وباب التوبة مازال مفتوحا و\"إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. \" أخرجه مسلم
ويقول سبحانه: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) الزمر: 153.
لبيك يا رب، فعجلي- يا ابنتي- ولا تسوفي فلا تساوي هذه اللذة بتلك الآلام ولا تشتري هذه البداية بتلك النهاية.
فسمو هذا الدين وشرفه أنه يبني النفس الإنسانية ويربيها على قاعدة ( (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) )الشمس : 10،9 .
وأن مبدأ الثواب والعقاب فيه مرتكز على قاعدة: ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (Cool )) الزلزلة: 7، 8،.
هذه نصيحتي لك- يا بنيتي-، نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك الرفعة، ففكري فيها، وضعيها نصب عينيك، واحملي عقلك دائماً في رأسك، لا تنسيه أبداً، لا تنسيه في قصة غرام، أو ديوان غزل، أو بين صفحات مجلة، أو عبر حرارة الهاتف، أو أمام شاشة التلفاز، أو عند نظرات ذئب جائع أو بين معسول حديثه ، ضعي عفتك وكرامتك وشرف أهلك بين عينيك، تعرفين جيداً كيف تردين أي شيطان، فإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر، يخنس ويبلس ويتوارى إن رأى أمامه فتاة متسترة، مرفوعة الهامة، ثابتة النظر، تمشي بجد وقوة وحزم، لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل، حينئذ يطرح الذئب عن جلده فروة السباع، وينزل من على الجدار، تائباً مستغفراً ليطرق الباب في الحلال، رجلاً وسط أهله وعشيرته، بل ويستشفع بأهل الخير والصلاح ليشفعوا له عند أبيك، كي يمدحوه بالدين والخلق، فكفى بالدين والخلق مدحاً أنه ينسب إليهما كل أحد، وكفى بالرذيلة والخديعة مذمة أن يتبرأ منهما كل أحد.
هنالك تزفين وسط قبلات الأهل، ودموع الأم، وحنان الأب، مرفوعة هامتك، عزيز جانبك، إلى بيت الشرف والكرامة... يا صانعة الرجال ...
مصطفى لطفي المنفلوطي
| |
|