khoubech مشرف
عدد الرسائل : 604 العمر : 37 الموقع : khobchiano1921.skyrock.com المزاج : مرح نقاط : 12215 تاريخ التسجيل : 15/03/2008
| موضوع: طبيب الحضارة هل تعرفه الثلاثاء أبريل 29, 2008 5:37 pm | |
| ولد مالك بن عمر بن الخضر بن مصطفى بن نبي في مدينة تبسة التابعة لولاية قسنطينة بالجزائر في (ذي القعدة 1322هـ = يناير 1905م) في أسرة محافظة متدينة فقيرة، إذ كان والده يعيش في تبسة دون مورد يعيش منه ودون عمل، لذلك انتقل مالك ليعيش مع عمه في قسنطينة، ولم يعد لوالديه إلا بعد وفاة عمه. وقد تأثر الطفل مالك بحكايات جدته لأمه عن العمل الصالح وثوابه، وشكلت هذه الأقاصيص تكوينا مبكرا لوعيه ووجدانه الديني، كما أثرت في نفسه حكايات جدته والعجائز عن بدايات الاستعمار الفرنسي للجزائر، والفظائع التي ارتكبها الفرنسيون في هذا البلد المسلم. رأى مالك وسمع عن هجرة كثير من العائلات إلى طرابلس الغرب حتى لا يخالطوا الفرنسيين فرسخ ذلك في نفسه ضرورة مقاومة المستعمر، حتى لو كانت هذه المقاومة سلبية باعتزال نمط حياته، كما رأى ما أحدثه الاستعمار من تغيير لنمط حياة الجزائريين وقيمهم، حيث أشاع ذلك التغيير عددا من الرذائل الخلقية والاجتماعية. وتأثر مالك بأمه التي كانت تعمل بالخياطة وتجهد نفسها لتسد حاجة البيت، ولاحظ أنها كانت تمسك بكيس النقود الذي كان فارغا دائما، ورغم ذلك فإنها كانت حريصة على تعليم ابنها حتى إنها اضطرت أن تدفع إلى معلم ابنها سريرها الذي تنام عليه بدلا من المال. قضى مالك في تبسة معظم طفولته، وكانت مدينة أقرب إلى البداوة وذات حضور فرنسي ضعيف، والتحق بمدرسة فرنسية مع استمراره في تلقي الدروس في المساجد، وتأثر بصديق له كان يمتلك قدرة كبيرة في الاستشهاد بآيات القرآن ويضفي على تفسيرها بعدا اجتماعيا، كما شهد في تبسة لجوء الجزائريين إلى الاعتصام بالإسلام وتعلم العربية حتى لا تذوب هويتهم في هوية المستعمر. وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية، انتقل إلى قسنطينة ليكمل تعليمه طالع مالك في تلك الفترة كتابين كان لهما أبلغ الأثر في حياته، هما "الإفلاس المعنوي هل هو للسياسة الغربية في الشرق؟" لـ" أحمد محرم" الشاعر الإسلامي المعروف، و"رسالة التوحيد" للإمام محمد عبده وساعده هذان الكتابان على رؤية أوضاع العالم الإسلامي في تلك الفترة، كما قرأ كتاب "أم القرى" للكواكبي، وقرأ لعدد من الكتاب الفرنسيين، وكان يتردد على إحدى البعثات التبشيرية الإنجيلية، فتعرف على الإنجيل، وناقش هؤلاء المبشرين في أدق الأفكار، وتعرف –أيضا- على تلاميذ المصلح الكبير "عبد الحميد بن باديس". وقد تلازمت هذه الثنائية الثقافية بين الحضارتين الإسلامية والغربية في التكوين الفكري لمالك، وكانت لها انعكاساتها الواضحة في كتاباته بعد ذلك حيث تميزت بالمزاوجة بين المصدرين، بين الانتماء لحضارة الإسلام والرغبة في التطور. معايشة حضارة المستعمر سافر إلى باريس وهو في العشرين، ثم عاد إلى الجزائر بعدما عانى البطالة هناك، ثم قرر أن يواصل دراسته في فرنسا؛ فوصل باريس في (جمادى الأولى 1349هـ = سبتمبر 1930م) وكان لتلك الفترة أثرها البالغ على فكره وشخصيته؛ فقد عاش خلالها أطوارا مختلفة من التجارب كان قاسمها المشترك التحصيل العلمي المتعدد الحقول، مع بعض الإسهامات في أنشطة علمية وثقافية، وكان التخصص الذي يطمح إليه هو دراسة الحقوق، إلا أن طلبه رفض في الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، فاتجه إلى الدراسة العلمية التي تعلم منها الضبط والمنهج التجريبي الاستقرائي في التفكير. خاض مالك في باريس ناقشات كثيرة في العقائد مع المسيحيين، وتزوج في عام (1350هـ = 1931م) من امرأة فرنسية أسلمت على يديه،واستطاع أن يوسع شبكة علاقاته الفكرية والثقافية في باريس، فالتقى هناك بشكيب أرسلان وغاندي، وكان له حضور متميز في أوساط المغاربة والجزائريين حتى لقب بزعيم الوحدة المغربية، كما استطاع أن يقيم جسورا من التواصل والتعارف مع أبناء المستعمرات الأخرى. تخرج مالك سنة (1354هـ = 1935م) مهندسا كهربائيا، وعاد إلى الجزائر التي اتجهت من زراعة القمح إلى زراعة العنب لكي تصنع منها الخمور للفرنسيين!! وتعجب من بلاده كيف تروي ظمأ سكارى فرنسا وتبخل على أبنائها برغيف الخبز!! لذلك قرر العودة إلى فرنسا سنة (1358هـ = 1939م). تفرغ ابن نبي في باريس للعمل الفكري، فعمل صحفيا بجريدة اللوموند، وأصدر أول كتبه وهو "الظاهرة القرآنية"، ثم توالت كتبه في باريس، فأصدر كتاب "شروط النهضة" سنة (1369هـ = 1949م)، وكتاب "وجهة العالم الإسلامي" الذي عرض فيه مفهوم "القابلية للاستعمار"، كذلك كتاب "لبيك" و"فكرة الأفريقية الآسيوية". القاهرة.. والبحث عن التغيير كان الذهاب إلى القاهرة أملا يراود ابن نبي ، فقد كانت مصر في تلك الفترة تحتضن قضايا التحرر والعروبة، ورأى فيها أنها إحدى مواقع التغيير الهامة في العالم الإسلامي، وامتدت حياته في القاهرة من (1376هـ = 1956م) حتى (1383هـ = 1963م) نما فيها عطاؤه الفكري في أكثر من اتجاه، واستطاع إتقان اللغة العربية، وحاضر في عدد من الجامعات والمعاهد، وأصبح منزله أشبه بمنتدى فكري يرتاده كثير من المثقفين، وأصدر أول كتاب باللغة العربية بخط يده وهو "الصراع الفكري في البلاد المستعمرة"، ثم كتاب "تأملات في المجتمع العربي" وكتاب "ميلاد مجتمع" و"حديث البناء الجديد" وتم اختياره مستشارا للمؤتمر الإسلامي بالقاهرة. عاد مالك إلى الجزائر سنة (1383هـ = 1963م) بعد استقلالها وتنقل في عدد من المناصب، جميعها في حقل التعليم، وتركزت كتاباته في تلك الفترة على عمليات التغيير وإعادة البناء الاجتماعي في الدول الإسلامية، وأصدر عدة كتب، منها: " مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي" و"المسلم في عالم الاقتصاد" و"يوميات شاهد قرن". ومن أنشطته الهامة ندوته الأسبوعية التي كان يعقدها في بيته، وكان يقصدها الشباب المثقف، ومع استمرار هذه الندوات ونجاحها، وتكريما لشخصية مالك حولتها الجزائر إلى ملتقى للفكر الإسلامي يقام كل عام. __________________ أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوعِ على بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ : أنـا لن أعـودَ فأحرقـي في غُربتي سُفُـني وارمـي القلـوعَ وسمِّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ الزّمَـنِ وخُـذي فـؤادي إنْ رضيتِ بِقلّـةِ الثّمَـنِ !
ولمزيد من المعلومات قم بزيارة الموقع الرسمي للفيلسوف والغبقري وطبيب الحضارة كما قالوا عنه http://www.binnabi.net/ | |
|
اسامة المدير
عدد الرسائل : 503 العمر : 34 نقاط : 12143 تاريخ التسجيل : 10/04/2008
| موضوع: رد: طبيب الحضارة هل تعرفه الخميس مايو 01, 2008 12:10 am | |
| السلام عليكم خويا أحمد بارك الله فيك على الموضوع المميز راك أفدتنا بمعلومة جديدة أفادك الله | |
|